السؤال:
سماحة الشيخ؛ ودعَّ
المسلمون قبل أيام موسمًا من مواسم الخير ألاَّ وهو موسم الحجَّ، وقد منَّ الله -
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- على هذه الجموع بحجِهم وجعلها حجًا مبرورا وسعيًا مشكورا.
لعل لكم - بارك الله فيكم - في مستهل هذا اللقاء كلمات توجيهية لهؤلاء الذين منَّ
الله عليهم بالحجَّ وقد تخرجوا من مدرسة الحج.
الإجابة:
بِسْمِ اللَّهِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُّولِ اللهِ
وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ .
أخي
الحاج: أنت اليوم حجيت بيت الله الحرام، طفَّت بالبيت، وبالصفا والمروى، وقفت
بعرفة بت بالمزدلفة، رميت الجمار، حلقت أوقصرت، نحرت هديَّك، طفت بالبيت طواف
الوادع كل هذه أعمال خيَّرة، وفقك الله لإدائها بيمن وسهولة ورفقٍ؛ لم تعانِ مشقةً
ولم يتهدد أمنك ولم تتعرض حياتك ; بسوء بل
أديتها براحة بال وانبساط وانشراح صدر، فالحمد لله على هذه النعمة، فلنشكر الله
على هذه النعمة ولنسأله التوفيق والهداية، وأن يجعله حجنا مبرورا وسعينا مشكورا
وذنبنا مغفورا والله يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ
اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ) اللهم اجعلنا من المتقين الذين يرجون قبول
أعمالهم بأن نتبع الأعمالٍ الصالحة بأعمال صالحة وألاَّ نهدم حجنا بأعمال سوء؛
«مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ
وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، ويقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «الْعُمْرَةُ
إلَى الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا وَالْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ
لَهُ جَزَاءٌ إِلَّا الْجَنَّةُ» ويقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيما
صح عنه: « تَابِعُوا بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ فَإِنَّ مُتَابَعَةً
بَيْنَهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ
الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ
إِلَّا الْجَنَّةُ».
;فيا أخي حججت وتطهرت بالتوبة النصوح والاستغفار
والإنابة إلى الله فاستقم على طاعة الله؛ وكان السلف إذا حج الشخص منهم رأوا
تحولًا في سيرته بعد رجوعه من الحج؛ فرأوا الاستقامة والثبات والحرص على الخير لأن
الحج قد طهره فاستقام على الطهر من أعمالٍ صالحة فأعقب أعمالٍ صالحة بأعمالٍ
صالحة، ولم يعقبها بسيئات الأعمال والأقوال فالحمد لله ربَّ العالمين.
كانوا يقولون: إذا قدم
الحاجَّ فاطلبوا أن يستغفر لكم من الذنوب والمعاصي كل هذا يدل على أن الحج
نُقلةً ; ; وتحول من حالٍ إلى حالٍ . فلنتق
الله يا اخواني ولنتق الله في أنفسنا ولنتحول من سيئاتنا إلى حسنات ومن شرٍ إلى
خير، ومن معصية لله إلى طاعة لله، ولنستمرعلى هذه الأعمال الصالحة، وأسأل الله أن
يختم لكم بخير .