السؤال:
يسأل عن أمراض القلوب؛
يقول الله - عَزَّ
وَجَلَّ- (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً) ويقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ
صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ
الْقَلْبُ»؛ يتحدث عن كيف يعالج المسلم أمراض قلبه؟
الإجابة:
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ
وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ
وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
العقل:
نعمة من الله أنعم بها على عباده؛ قال الله ;
- جَلَّ وَعَلاَ- (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ
بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ
وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، فالقلب نعمةٌ من
نعم العبد إذا صلحُ القلب واستقام استقامت جوارحه وإذا كان هذا القلب منحرفٌ
انحرفت الجوارح، وهو مركزٌ لعمل الإنسان ولذا يقول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً
إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ
كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ» فإذا صلُح القلب صُلحت الأحوال كلها وإذا
مرض القلب ضاعت الأعمال كلها، فأعمال الشرع والدين إذا كان القلب صحيحًا سليمًا
فإن أداء الأعمال سيكون جيدا، وإذا كان قلبًا مليئًا بالرياء والسمعة والإعجاب
والتكبر وكبرًا وإعجابًا بنفسه فإن ذلك سيؤثرعلى أعماله، فالله - جَلَّ وَعَلاَ -
يقول: ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ* إِلاَّ
مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).
;القلب السليم؛ سليمٌ من أمراض الشبهات والآراء
الضآلة، وسَلِمَ من أمراض الشهوات الخادعة فكان مستقيمًا على طاعة الله ماضيًا في
سبيل الخير، ولهذا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَقُولَ
يدعو الله: « اللَّهُمَّ مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ»
يكثر من هذا قالت عائشة: "لماذا؟" قال: «إِنَّ
قُلُوبَ الْعِبَادِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهَا
كَيْفَ يَشَاءُ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقْلِبَ قَلْبَ عَبْدٍ قَلَبَه»، ولا
حول ولا قوة إلا بالله، يقول اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ - (
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ
لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) .
فالقلب إذا فسد وامتلأ ظلمةً وشرا انحرفت الأخلاق والسير وساءت الأحوال ولهذا صلاح
القلب مطلوب، بأن نذَّكره بتلاوة القرآن، والأذكار الصباحية والمسائية، أن نلجأ
إلى الله والإخلاص في الأقوال والعمل لعل الله يصلح قلوبنا ويعيننا وإياكم من
نزغات الشيطان.