شرح الحديث: « إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ»

×

رسالة الخطأ

Deprecated function: Optional parameter $dropbox declared before required parameter $save_lineage is implicitly treated as a required parameter in include_once() (line 1439 of /media/mufti/public_html/includes/bootstrap.inc).
السؤال: 
في الحديث: « إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ»، في هذا الحديث نفي سؤال المخلوقين؛ هل من توجيهٍ تجاه ذلك؟ وكيف ترى أيضًا الاستعانة بغير الله في الأمور الأخرى؛ وهل هى من قوادح العقيدة؟
الإجابة: 
هذه أحدي وصايا رَسُول اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- التي أوصى بها عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- وقال: « إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ»، إنَّ المسلم إذا سأل يسأل الله وحده لأنه قادرٌ على كل شئ، الغنيُ الحميد خزائن (مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ)، يسأل الكريم الجواد الرحيم الذي تكفل العباد الذي قال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وقال - جَلَّ وَعَلاَ- (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وقال: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ* وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِينَ)، وفي سورة الفاتحة: ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، فسؤال اللهِ عزٌ وكرامة، لأن الله - جَلَّ وَعَلاَ- كلما سأله عبده قرَّبه وأدناه، وجاد عليه ورضي عنه، وكلما أعرض عن سؤاله مقته وذمَّه، لذلك قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) أي عن دعائي (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، المخلوق أحب الخلق إليه من زهد فيما عنده وأعرض فيما عنده، ولهذا في الحديث: « ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللَّهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ»، فالناس إذا سألتهم كرهوا سؤالك ولو كانوا أولادك، والسائل منهم كرهته ومننَّت عليه وتكبرت عليه، أما رب العالمين فكلما اضطررت إليه إزددت عزًا وشرفًا، وكلما سألته وتعلق قلبك به أزددت عزًا وكرمًا وشرفًا وفضلا، فيا أخواني: سؤاله هو الأصل، ونسأل الله عند الحاجة، وفي الحديث: « مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ» وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ;-: « وَمَنْ شَاءَ فَلْيُقِلَّ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُكْثِرْ» فسؤال الناس ذلٌ وهوان، فلا تسأل الناس إلا عند الضرورة وإلا في شئٌ معين، وإذا أكثرت عليهم اللوم سئموا منك، أما ربُّ العالمين كلما سألته أعطاك وأغناك، فهو الكريم الجواد الرحيم . ;