السؤال:
ما حُكم ترك العبادة، أو تخفيفها خوفًا من الرياء؟
الإجابة:
المؤمن مطلوبٌ منه الإخلاص لله، والإخلاصُ عملٌ قلبي بين العبد وبين ربِّه، لا
يطَّلع عليه إلا الله –جلَّ وعلا-، قال –جلَّ وَعَلاَ-: (وَمَا
أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ)،
وقال : (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ
الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )،: (إِنَّا أَنزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ* أَلا
لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ )، ;
فالإخلاص عملٌ قلبي يعلمهُ الله من قلب العبد، قد يُظهرُ للناس أمرًا من
زُهدٍ وتقوىً، وخشوعٍ، ونحو ذلك، ولكن يعلمُ الله من قلبه خلاف ذلك، فيكون في غير
هذا الموقف، إن رأى الناس، أو رأى بعض الناس أحسن عبادته، وركوعهُ وسجوده،
وتلاوته، وإن غابوا عنه، أخلَّ بصلاته، ونَقَرها، ولم يُبالي بها، هذا يدلُّ على
أنه مُرائي، وأن إصلاح العمل لأجل الناس فقط، قال- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ-: ;)) ;قالَ اللهُ : أَنَا ;أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ ;، فَمَنْ
عَمِلَ عَمَلا فَأَشْرَكَ فِيهِ غَيْرِي تركتهُ وشِرْكَهُ ;))،
وفي لفظٍ: ((فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ))، والنبي- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ; -قال: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَا
هُوَ أَخْوَفُ عَلَيْكُمْ عِنْدِي مِنْ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ " ,
قَالَ : قُلْنَا : بَلَى , فَقَالَ : " الشِّرْكُ
الْخَفِيُّ , أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ يُصَلِّي فَيُزَيِّنُ صَلَاتَهُ لِمَا يَرَى
مِنْ نَظَرِ رَجُلٍ ;)).
;